هل سيضع باشا سطات حداً نهائيا للمُترامين على الملك العمومي؟

محمد منفلوطي_هبة بريس

لا حديث اليوم داخل الأوساط السطاتية، إلا عن ” جرافة باشا مدينة سطات”، التي اقتحمت أحياء سكنية توصف بالراقية فجرّدت واجهاتها من الحواجز الحديدية والاسمنية، ضمن خطوة تروم تحرير الملك العمومي، فيما طالب كثيرون بتوسيع نطاقها لتشمل كافة الأحياء.

وقد تناقل نشطاء فايسبوكيون صورا لباشا المدينة رفقة عناصر من القوات المساعدة وأعوان السلطات المحلية و”الجرافة الصفراء” وهو يقود أكبر حملة تطهيرية شاملة لتحرير الملك العمومي من قبض المحتلين الذين عاثوا في الأرض فسادا، وهي الخطوة التي اعتبرها كثيرون تأتي في سياق تفعيل استراتيجية وزارة لفتيت للعمل الجاد والخروج إلى الميدان والاستماع إلى نبض الشارع وهموم المواطنين.

صُور باشا المدينة باللباس الرسمي تارة، وباللباس المدني تارة أخرى، تحولت إلى مادة إعلامية للنقاش على صفحات الفضاء الأزرق، مخلفة ردود أفعال متباينة بين المتفاعلين الذين رفعوا القبعة لهذا المسؤول المعين حديثا، والذي أعطى مثالا للتّـــفاني في العمل وبرهن على قدرته ركوب التحدي، علما أن المدينة باتت غارقة في “وحل” احتلال الملك العمومي الذي بلغ ذروته، حتى صار المرء يستولي على أي شبر أمامه سكناه، أو محل تجارته أمام مرأى ومسمع الجميع دون تحريك أي ساكن.

صور الباشا، وهو يجوب شوارع المدينة بنوع من الثقة في النفس خلال ترؤسه لعملية تحرير الملك العمومي من الاحتلال العشوائي خاصة من أصحاب المقاهي والمحلات التجارية وأصحاب الفيلات والسكنيات، وهي ظاهرة عمّت معظم أحياء المدينة، مما جعل مواطنون غيورون ينوهون بجرأة الباشا ويطالبونه بتكثيفها وتوسيع نطاقها لتشمل كافة الأحياء دون استثناء.

وتساءل العديد من المتفاعلين مع هذه المواقف الجريئة لباشا المدينة، بالقول : “ترى هل سيكون باشا سطات عبرة لباقي رجال ونساء السلطة ببلادنا بصفة عامة وبإقليم سطات على وجه الخصوص ليحدوا حدوه ويخلصوا العباد والبلاد من هذه الظاهرة السلبية بكل المعايير.

نعم هي عدوى احتلال الملك العمومي التي انتقلت إلى أصحاب المحلات بالأحياء السكنية، الذين بدورهم تراموا على المِلك العمومي المتواجد أمام منازلهم، وقام كل واحد منهم بإحاطة المساحات المتواجدة أمام محل سكناه بسياج، ووضع مدخلا يوصله إلى منزله بكل حرية، وكأن الجزء المترامي عليه يعود لملكيته، كما لم يكتف أبطال هذه الظاهرة بالإستحواذ على المساحات العمومية المخصصة للراجلين، بل وصل بهم الحد إلى وضع حواجز حجرية تمنع المواطنين من التنقل، أو ركن سياراتهم بالليل.

فهل ستنجح ” جرافة باشا سطات” في طي صفحة احتلال المِلك العمومي بالمدينة بشكل نهائي؟ أم أن الأمر لا يعدو سوى أن يكون سحابة صيف سرعان ما تنجلي وتعود معها مظاهر الاحتلال من جديد؟ أم أن قرار باشا المدينة هو قرار قطعي نهائي مفاده وضع حد نهائي لهذه الفوضى؟

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى